السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
التقى رجل و أنثى بادئ الأمر في أجمل بقعة على سطح الأرض .. و ألف كل منهما الآخر ..
و لم يمض ِ أكثر من شهر حتى أتى الرجل إلى الشاطئ المبارك حيث يلقي كل مرء بهمه و يساعده البحر بحل مشكلته ..
فقال :: إن هذه المخلوقة من أغرب من قابلتهم في هذه البسيطة .. فهي كسولة لا تقوى الصيد .. ثرثارة .. تؤرق ليلي .. أكاد منها أجن .. و إذ بالبحر يقول :: دعها ...
و ما أن ابتعد قليلا ً حتى اتت الأنثى :: شاكية باكية حزينة ...
إن هذا المخلوق لم أرَ مثله أبدا .. أناني و صلف و قاس .. لم يحسن عشرتي يوما ,,
لا يصغي إذا تحدثت و إذا أشرت برأي سفهه .. و إذا هفوت هفوة أقام الدنيا و أقعدها ..
و إذ بها تسمع صوتا قادما من البحر يقول :: دعيه ..
و لم يمض ِ أسبوع حتى التقى الاثنان على شاطئ البحر .. فقال الرجل .:
لقد افتقدت أنسك و حديثك الممتع و صوتك الرخيم .. و جميل وداعك في صباحي .. و حسن استقبالك عند إيابي .. دونك أشعر بوحدة قاتلة و لم أكن أشعر بها من قبل معرفتي بك ..
فقالت .. لقد ظللت طوال الفترة الماضية .. خائفة من كل شيء .. معك كنت أسير بكل ثقة و لا أخاف شيئا .. و لكن منذ فراقنا كنت أهرول إلى كوخي مسرعة كلما تحرك غصن ..
إني افتقدتك حين فقدتك .. لقد كنت أماني .. و معقلي الذي كنت به اعتصم ..
فتكلم البحر قائلا ..
كلاكما كاللباس للآخر .. يعرف عيب الآخر فيستره .. سند له و عونا ..
كل منكما قادر على أن يسعد الآخر أو يشقيه ...
الزواج هو رابطة بين الذكر و الانثى .. ينشأ عنها اسرة تحكم مجموعة من الحقوق و الواجبات على كلا الطرفين مراعاتها .. و الإيفاء بها ... و لكن هل تجري الأمور على النحو القويم دوما ً ..
( و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
و هل بات الزواج في عصرنا من الثبات بماكان عليه في الأمس البعيد ؟؟
اعتقد ان المتغيرات التي وضحت في عصرنا الحديث بحيث غلبت المعايير المادية كل المعايير الأخرى .. و منها معايير التربية والسلوك ..
جعلت الزواج يبنى على أسس ضعيفة و واهنة .. خاصة تلك المعايير المادية التي قد تفنى بيوم .. و بذلك يفنى المسبب الأول للزواج ؟؟
و لكننا إذا أحكمنا عقلنا في التفكير بمعايير محددة نستطيع أن نبني عليه زواج ناجح ..
فاعتقد أن اللبنة الأساسية الت يجب أن يبنى عليها خيار مصيري للفرد كهذا هو الدين و الأخلاق .. لأنهما الفعل الركيزة الأساسية للحاة فأنت على أساسهم فرضا تختار أصدقاءك.. فكيف شريك الحياة ...
و بعدها لا يهم مطلقا الترتيبات الأخرى فكل مرء يصنف كما يعتقد أنه الأنسب و لكن من وجهة نظري لن نستطيع تغيير الأول مطلقا ً...
و الدلائل في حياتنا تؤكد أن كل من تنازل عن الشرط الأول كان مصير حياته الفشل إما بحدوث الطلاق .. او بتنشئة أسرية مشتتة و مفككة .. و هذا ما نلحظه كثيرا ..
و المعضلة التي نصادفها هي الأسباب الواهية لحدوث الطلاق .. هو عدم احتمال أحد الطرفين لمصاعب حياة و كأن الحياة إذا كتب لها فهي درب لا متناه من السعادة و اي عرقلة صغيرة أو مطب يتطلب الكفاح نجد الطلاق .. حلا مرضيا لدى الطرفين ..
فهل فقدنا القدرة على الصبر... و بتنا نريد الترف و فقط ؟؟؟ و هل الحب مرهون بإمكانات مادية ...
على كل من االزوجين مراعاة الآخر تحمله لحظة غضبه .. مداواته لحظة ألمه .. أن يكون معه و ليس ضده ... ثنائيا قويا في وجه الحياة و ليس ثنائيا ينفصل عند أول اختبار ..
فالزواج مؤسسة لكل طرف فيها من زوج أو زوجة أو حتى طفل حقوق و واجبات ..
و من وجهة نظري إذا جبلت انانية أحد على النظر إلى حقوقه دون القدرة على الإيفاء بواجباته ... فلا داع لأن يدمر حياة شخص آخر .. سواء أكان رجل أو إمرأة
أعتقد أني أحب الاستفادة من تجارب الآخرين لا لشيء إلا لتدارك أخطائهم و أخذ من خبرتهم .. دون أن تكون قوالب جاهزة الحكيم من اتعض من أخطاء الآخرين ... اليس كذلك .. .. ؟؟
على أمل أن أكون قد وفقت بالطرح ..
بالود
]
